کد مطلب:350944 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:183

الجواب عن المؤید الثالث: الغلو
لیس كلما یستعظمه المرء یكون غلوا، وكلما یستكبره الإنسان

یكون خروجا عن الحد الأوسط، وإفراطا فی الاعتقاد. إن الغلو إنما یكون فیما إذا استلزم القول والاعتقاد فیهم إخراجهم عن ناموس البشر، وجعلهم أربابا، أو شركاء للخالق الرازق سبحانه فی خلق أو رزق، أو ما سواهما مما اختص به الله جل شأنه. ومهما اعتقدنا فیهم من سعة العلم، أو ما سوی ذلك من الصفات الغالیة، فلا نعتقد فیهم إلا أنهم بشر مخلوقون مربوبون مرزوقون علی سنن سائر البشر. وأما الاعتقاد فیهم بأن الله منحهم مواهب جلیلة، وصفات نبیلة، لا یبلغ مداها ولا یعرف كنهها، فلیس من الغلو فی شئ إذ لا یلزم من ذلك خروجهم عن البشریة، أو مشاركتهم لله سبحانه فی شئ من صفاته الخاصة. ومهما اعتقدنا فیهم من شئ فلا نبلغ فیه مراقیهم القدسیة الرفیعة ولو لم یعلموا أننا لا نصل إلی تلك الرتب السامیة التی یعرفونها لأنفسهم، لما قالوا لنا: نزهونا عن الربوبیة وقولوا فینا ما شئتم).



[ صفحه 77]



لعلمهم بأننا مهما سبق لنا فیهم من قول وكان دون القول فی الله الخالق تعالی، فلا یكون خروجا عن مستواهم وغلوا فیهم.



[ صفحه 81]